Adsense

الخميس، 17 أبريل 2014

السمفونيةُ الجنوبيةُ الخامسة

1
سَمَّيْتُكَ الجَنوبْ
يالابساً عَبَاءَةَ الحُسَينْ
وشَمسَ كَرْبَلاءْ
يا شَجَر الوردِ الذي يحترفُ الفداءْ
يا ثورةَ الأرض الْتَقَتْ بثورة السماءْ
يا جَسَداً يطلعُ من ترابهِ
قَمْحٌ.. وأنبياءْ.
إسمَحْ لنا...
بأنْ نَبُوسَ السيفَ في يَدَيْكْ
إسمحْ لنا..
أن نعبدَ اللهَ الذي يُطلُّ من عينيكْ
يا أيُّها المغسولُ في دمائه كالوردةِ الجُوريَّهْ
أنتَ الذي أعطيتَنَا شهادةَ الميلادْ
ووردةَ الحريَّهْ..
سمَّيتُكَ الجَنُوبْ
يا قَكَر الحُزْن الذي يطلعُ ليلاً من عُيُون فاطِمَه.
يا سُفُنَ الصَيْد التي تحترفُ المُقَاوَمَهْْ..
يا سَمَك البحر الذي يحترفُ المُقَاوَمَهْ..
يا كُتُبَ الشعر التي تحترفُ المُقَاوَمَهْ..
يا ضِفْدَعَ النهر الذي
يقرأُ طولَ الليل سُورَةَ المُقَاوَمَهْ..
يا ركْوَةَ القَهوَةِ فوقَ الفَحْمِ،
يا أيَّامَ عاشُوراءَ،
يا شَرَابَ ماءِ الزَهْر في صيدا،
ويا مآذنَ اللهِ التي تدعُو إلى المقاومَه
يا سَهَراتِ الزَجَل الشعبيِّ،
يا لَعلَعَةَ الرَصَاص في الأعراسِ،
يا زَغْرَدَةَ النساءِ،
يا جرائدَ الحائط،
يا فصائلَ النمل التي
تُهرِّبُ السلاحَ للمُقاوَمَه...
3
يا من يُصلّي الفجرَ في حقلٍ من الألغامْ
لا تنتظرْ من عرب اليوم سوى الكلامْ...
لا تنتظرْ منهم سوى رَسَائل الغَرَامْ
لا تلتفِتْ إلى الوراء يا سيّدَنا الإمامْ
فليس في الوراء غيرُ الجهل والظلام
وليس في الوراء غيرُ الطين والسُخَامْ
وليس في الوراء إلا مُدُنُ الطُرُوحِ والأقزَامْ
حيثُ الغنيُّ يأكلُ الفقيرْ
حيثُ الكبيرُ يأكلُ الصغيرْ
حيثُ النظامُ يأكلُ النظامْ..
4
سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ
سَمَّيتُكَ الحُنَّاءَ في أصابع العرائسْ
سَمَّيتُكَ الشِعْرَ البطوليَّ الذي
يحفظهُ الأطفالُ في المدارسْ
سَمَّيتُكَ الأقلامَ، والدفاترَ الورديَّهْ
سَمَّيتكَ الرصاصَ في أزقّة (النَبْطِيَّهْ)
سَمَّيتُكَ الصيفَ الذي تحملُهُ
في ريشها الحَمَامَهْ..
5
سمَّيتُكَ الجَنُوبْ
سمَّيتُكَ المياهَ والسنابلْ
ونَجْمَةَ الغروبْ
سَمَّتُكَ الفجرَ الذي ينتظرُ الولادَهْ
والجَسَدَ المشتاقَ للشهادَهْ
يا آخرَ المدافعينَ عن ثرى طروادَهْ
سَمَّيتُكَ الثورةَ، والدهْشَةَ، والتغييرْ
سَمَّيتُكَ النقيَّ، والتقيَّ، والعزيزَ، والقديرْ
سَمَّيتُكَ الكبيرَ أيُّها الكبيرْ
سَمَّيتُكَ الجَنُوب..
6
سمَّيتُكَ الجَنُوب
سمَّيتُكَ النوارسَ البيضاءَ، والزوارقْ
سَمَّيتُكَ الأطفالَ يلعبونَ بالزنابقْْ
سمَّيتُكَ القصيدةَ الزرقاءْ
سمَّيتُكَ البَرْقَ الذي بناره تشتعلُ الأشياءْ
سمَّيتُكَ المسدَّسَ المخبوءَ في ضفائر النساءْ
سمّيتُكَ الموتى الذينَ بعد أن يُشيَّعُوا
يأتونَ للعشاءْ..
ويَستَريحُونَ إلى فراشهمْ
ويطمئنّونَ على أطفالهمْ
وحين يأتي الفجرُ، يرجعونَ للسَمَاءْ..
7
سَمَّيتُكَ الجنوبْ
يا أيُّها الطالعُ مثلَ العُشْب من دفاتر الأيَّامْ
يا أيُّها المسافرُ القديمُ فوق الشوكِ والآلامْ
يا أيُّها المُضِيءُ كالنَجْمَة، والساطعُ كالحُسَامْ
لولاكَ كنّا نتعاطى عَلَناً
حَشِيشَةَ الأحلامْ
إسْمَحْ لنا بأن نبوسَ السيفَ في يَدَيْكْ
إسْمَحْ لنا أن نجمعَ الغُبَارَ عن نَعْلَيكْ
لو لَمْ تجيءْ يا سيّدي الإمامْ
كُنَّا أمامَ القائد العِبْريِّ
مذبوحينَ كالأغنامْ...
8
يا سيِّدَ الأمطار والمواسمْ
يا ثورةً شعبيّةً تحملُ في أحشائها التوائِمْ
سَمَّيتُكَ الحُبَّ الذي يَسْكُنُ في الخواتمْ
سَمَّيتُكَ العطرَ الذي يسكُنُ في البراعِمْ
سَمَّيتُكَ السُنُونُو
يا سيّدَ الأسيادِ، يا مَلْحَمَة الملاحِم.
9
البحرُ نصٌّ أزرقٌ يكتُبُهُ عَليّ
ومَرْيمٌ تجلسُ فوقَ الرمل كلَّ ليلةٍ
تنتظرُ المهديّْ.
وتقطفُ الوردَ الذي يطلع من أصابع الضَحَايا
وزينبٌ تُخَبّئُ السلاحَ في قَمِيصِها
وتَجْمَعُ الشَظَايا
يقطُنُونَ داخلَ المرايا..
10
فاطمةٌ تَجيءُ من صُورٍ، وفي ثيابها
رائحةُ النَعْنَاع والليمونْ
فاطمةٌ تجيئُني، وشَعْرُها
يُشْبِهُ هذا الزَمَنَ المجنونْ
فَاطمةٌ تأتي.. وفي عُيُونها
خَيْلٌ، وراياتٌ، وثائرونْ
هل الحروبُ يا تُرى..
11
سيذكُرُ التاريخُ يوماً قريةً صغيرةً
بين قُرى الجنوبِ،
تُدعَى (مَعْرَكَهْ).
قد دافعتْ بصدرها
عن شَرَف الأرض، وعن كرامة العُرُوبَهْ
وحَوْلَها قبائلٌ جَبَانةٌ
وأُمَّةٌ مُفَكَّكَهْ...
12
مِنْ بحرها..
يخرجُ آلُ البيت كلَّ ليلةٍ
كأنّهمْ أشجارُ بُرْتُقَالْ
مِنْ بحر صورٍ..
يطلعُ الخنجرُ، والوردةُ، والموَّالْ،
ويطلعُ الأبطالْ..
13
سَمَّيتُكَ الجَنُوبْ
وضِحكَةَ الشمس على مَرَايل الأولادْ
يا أيُّها القدّيسُ، والشاعرُ، والشهيدْ
يا أيُّها المَسْكونُ بالجديدْ
يا طَلْقَةَ الرصاصِ في جبين أهل الكَهْفْ
ويا نَبيَّ العُنْفْ..
ويا الذي أطْلَقَنا من أسْرِنا
ويا الذي حرَّرنا من خَوْفْ.
14
يا أيُّها المُهْرُ الذي يصهلُ في بَرِيّة الغَضَبْ
إيَّاكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العَرَبْ
فحربُهُمْ إشاعةٌ..
وسيفُهُمْ خَشَبْ..
وعشقهمْ خيانةٌ
ووعْدُهُمْ كَذِبْ
إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العَرَبْ
فكلُّها نَحْوٌ.. وصَرْفٌ، وأَدَبْ
وكلُّها أضغاثُ أحلامٍ، وَوَصْلاتُ طَرَبْ
لا تَسْتَغِثْ بمازنِ، أو وائلٍ، أو تَغْلبٍ
قومٌ إسْمُهُمْ عَرَبْ!!.
15
يا سيِّدي : يا سيّدَ الأحرارْ:
لم يبقَ إلا أنتْ.
في زَمَن السُقُوط والدَمَارْ
في زمن التراجُع الثوريِّ..
والتراجع القوميِّ،
والتراجُعِ الفكريِّ،
واللصوصِ والتُجَّارْ
في زمن الفَرارْْ..
الكلماتُ أصبحتْ، يا سيّدي الجنوب،
للبيع والإيجارْ
والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ
في بلاد النفطِ.. والدولارْ..
تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ
والإخوةُ الكرامُ..
نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ
وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ
يا سيّدي الجنوبْ:
في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ
في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ
لم يبقَ إلا أنتْ..
تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ
لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ
فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...
والمُفْرَداتُ يشتغلنَ راقصاتٍ
في بلاد النفطِ.. والدولارْ..
لم يبقَ إلا أنتْ
تسيرُ فوقَ الشوكِ والزُجاجْ
والإخوةُ الكرامُ..
نائمونَ فوقَ البَيْضِ، كالدَّجاجْ
وفي زمان الحرب، يهرُبُونَ كالدَّجَاجْ
يا سيّدي الجنوبْ:
في مُدُن الملح التي يسكنُها الطاعونُ والغُبَارْ
في مُدُن الموت التي تخافُ أن تزورَها الأمطارْ
لم يبقَ إلا أنتْ..
تزرعُ في حياتنا النخيلَ، والأعنابَ، والأقمارْ
لم يبقَ إلا أنتَ.. إلا أنتَ.. إلا أنتْ
فافتَحْ لنا بوَّابَةَ النَهَارْ...

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

تعب الكلام من الكلام

لم يبق عندي ما أقولُ.
تعب الكلام من الكلام...
ومات في أحداق أعيُننَا النخيلُ...
شفتاي َ من خَشَبِ...
ووجهُكِ مُرهَقُ
والنَهدُ... ماعادَت تُدَقٌ لهُ الطُبولُ..
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
الثلجُ يسقطُ في حديقتنا
ويسقطُ من مشاعرنا...
ويسقُط من اصابعنا...
ويسقطُ في الكُؤوسِ
وفي النبيذِ...
وفي السريرِ
فأينَ هوَ البديلُ؟
لم يبقَ عندي ما أقولُ.
يَبسَت شرايينُ القصيدة...
وانتهى عصرُ الرتابة... والصبابةِ...
وانتهى العُمرُ الجميلُ...
الشعرُ غادرني...
فلا بحرٌ بسيطُ... أو خفيفٌ... أو طويلُ...
والحب غادرني فلا قمرٌ...
ولا وترٌ... ولاظِلٌ ظليلُ...
لم يبقَ عندي ما أقلُ.
لم يبقَ في الميدان فُرسانٌ...
ولابقيت خُيُولُ...
فالجِنسُ صعبٌ...
والوصُولُ الى كُنوزِكِ مُستحيلُ...
والنهدُ يقتُلُني...
ويزعمُ أنه الطرفُ القتيلُ...
والموجُ يرفعني... ويرميني... كثورِ هائجِ...
فلأي ناحية أميلُ؟؟
ماذا سيبقى من حصانِ الحُبَ...
لو ماتَ الصهيلُ؟؟

لم يبقَ شيءُ في يدي...
هربت عصافيرُ الطفولةِ من يدي...
هربت حبيباتي...
وذاكرتيِ...
وأقلاميِ...
وأوراقيِ...
وأقفرتِ الشواطئ...والحقولُ...
لم يبقَ عندي ما أقولُ
طارَ الحمامُ من النوافذِ هارباً...
والريش سافرَ...والهديلُ...
ضاعت رسائلنا القديمةُ كلها...
وتناثرت أوراقُها.
وتناثرت أشواقُها.
وتناثرت كلماتها الخضراءُ في كلَ الزوايا...
فبكى الغمامُ على رسائلنا...
كما بكتِ السنابلُ...
والجداولُ...
والسُهُولُ...
عيناك تاريخانِ من كحلٍ حجازيٍ...
ومن حُزنٍ رماديٍ...
ومن قلقٍ نسائيٍ...
فكيف يكونُ سيدتي الرحيلُ...
إني أفٌر الى أمامي دائماً...
فهل ابتعادي عنكٍ, سيدتي وصُولُ؟...
ماذا سأفعلُ كيف أفكَ سلاسلي؟
لا الشِعُر يجديني... ولا تُجدي الكحولُ...

لم يبقَ شيءٌ في يدي.
كلٌ البُطولاتِ انتهت...
والعنترياتُ َ انتهت...
ومعاركُ الإعرابِ... والصرفِ...انتهت... لا ياسمينُ الشام يعرفُني
ولا الأنهارُ. والصفصافُ... والأهدابُ...والخدٌ الأسيلُ...
وأنا أحدَقُ في الفراغِ...
وفي يَديكِ...
وفي أحاسيسي...
فيغمرُني الذُهولُ...
أرجوُ السماحَ...
إذا جلستُ على الأريكة مُحبطاً..
ومُشتتاً...
ومُبعثراً...
أرجُو سماحك...
إن نسيتُ بلاَغتي...
لم يبقَ من لُغَةِ الهوى إلا القليلُ...

الاثنين، 14 أبريل 2014

أريدكِ أُنثى


1
ولا أدّعي العلمَ في كيمياء النساءْ
ومن أين يأتي رحيقُ الأنوثَهْ
وكيف تصيرُ الظِباءُ ظباءْ
وكيفَ العصافيرُ تُتْقِنُ فنَّ الغناءْ
أريدُكِ أُنثى..
وأعرفُ أنَّ الخيارات ليست كثيرَه
فقد أستطيع اكتشافَ جزيرَهْ
وقد أستطيعُ العثورَ على لؤلؤَهْ
ولكنَّ من ثامن المعجزاتِ، اختراعَ امرأهْ..
2
وأجهلُ كيف يُركَّبُ هذا العَقَارُ الخطيرْ
وكيف الأناملُ تقطُرُ شَهْداً
وأجهلُ أيَّ بلادٍ يبيعونَ فيها الحريرْ
أريدُكِ أُنثى..
بِخطِّكِ هذا الصغيرِ.. الصغيرْ..
ونَهْدِكِ هذا المليءِ .. المضيء.. الجريء..
العزيزِ.. القديرْ..
3
أُريدُكِ أُنثى..
ولا أتدخَّلُ بين النبيذِ وبين الذَهَبْ..
ولستُ أُفَرِّقُ بين بياضِ يَدَيْكِ
ويكفي حضُوركِ كي لا يكونَ المكانْ
ويكفي مجيئُكِ كَيْ لا يجيءَ الزمانْ
وتكفي ابتسامةُ عينيكِ كي يبدأَ المهرجَانْ
فوجهُكِ تأشيرتي لدخول بلاد الحَنَانْ..
4
أُريدُكِ أُنثى
كما جاءَ في كُتُب الشِعْر منذُ أُلوفِ السِنينْ
وما جاءَ في كُتُب العِشْقِ والعاشقينْ
وما جاءَ في كُتُبِ الماءِ.. والوردِ.. والياسمينْ
وصافيةً كمياه الغمامَهْ
ما بَيْنَ نَجْدٍ.. وبين تُهَامَهْ..
5
أُريدُكِ.. مثلَ النساءِ اللواتي
نراهُنَّ في خالداتِ الصُوَرْ
ومثلَ العذارى اللواتي
نراهُنَّ فوق سُقُوف الكنائسِ
يَغْسِلنَ أثداءَهُنَّ بضَوْء القَمَرْ
أُريدُكِ أُنثى .. ليخضرَّ لونُ الشَجَرْ
أُريدُكِ أُنثى.. ولا أدَّعيكِ لِنَفْسي
6
أُريدُكِ أُنثى
لتبقَى الحياةُ على أرضنَا مُمْكِنَهْ..
وتبقى القصائدُ في عصرنا مُمْكِنَهْ..
وتبقى الكواكبُ والأزْمِنَه
وتبقى المراكبُ ، والبحرُ ، والأحرفُ الأبْجديَّهْ
فما دمتِ أُنثى فنحنُ بخيْرٍ
وما دمتِ أُنثى ..
فليس هنالك خَوْفٌ على المدنيَّهْ
أُرِيدُكِ أُنثى
وأطواقِكِ المْعدَنِيَّهْ
وشَعْرٍ طَويلٍ وراءك يجري كذيْلِ الحِصَانْ
وحُمْرةِ ثغرٍ خفيفَهْ
ورَشَّةِ عطرٍ خفيفَهْ
ولَمْسَةِ كُحْلٍ خفيفَهْ
ونَهْدٍ أُربّيه مثل الطيور الأليفَهْ
وأمنحُهُ التاجَ والصولجانْ..
8
وهذا رَجَائي الوحيدُ إليْكِ
أُريدُكِ باسْمِ الطُفُولة أُنثى..
وباسْمِ الرُجُولة أُنثى..
وباسْمِ الأُمومة أُنثى..
وباسْمِ جميع المُغَنِّين والشعراءْ
وباسْمِ جميع الصَحَابة والأولياءْ
أُريدُكِ أنثى..
فهلْ تَقبَلينَ الرجاءْ؟
9
أُريدُكِ أُنثى اليَدَينْ
وأُنثى بصوتكِ.. أُنثى بصَمْتِكِ..
أُنثى بطهرِكِ.. أُنثى بمكرِكِ..
أُنثى بمشيتكِ الرائعَهْ
وأُنثى بسُلْطتكِ التاسعَهْ..
وأُنثى أريدكِ، من قِمَّةِ الرأسِ للقَدَمَيْنْ..
فكُوني سألتُكِ كلَّ الأُنوثةِ..
لا امرأةً بَيْنَ .. بَيْنْ..
10
أُريدُكِ أُنثى..
لأنَّ الحضارةَ أُنثى..
لأن القَصيدةَ أُنثى..
وقارورةَ العطر أُنثى..
وبيروتَ تبقى – برغم الجراحات – أُنثى..
فباسْمِ الذين يريدونَ أن يكتُبُوا الشِعْرَ.. كُوني امرأهْ..
وباسمِ الذين يريدونَ أن يصنَعوا الحُبَّ .. كُوني امرأَهْ..
وباسْمِ الذين يريدونَ أن يعرفوا اللهَ .. كُوني امرأَهْ..
أُنثى بطهرِكِ.. أُنثى بمكرِكِ..
أُنثى بمشيتكِ الرائعَهْ
وأُنثى بسُلْطتكِ التاسعَهْ..
وأُنثى أريدكِ، من قِمَّةِ الرأسِ للقَدَمَيْنْ..
فكُوني سألتُكِ كلَّ الأُنوثةِ..
لا امرأةً بَيْنَ .. بَيْنْ..
11
أُريدُكِ أُنثى..
لأنَّ الحضارةَ أُنثى..
لأن القَصيدةَ أُنثى..
وسُنْبُلةَ القمح أُنثى..
وقارورةَ العطر أُنثى..
وباريسَ – بين المدائن- أُنثى..
وبيروتَ تبقى – برغم الجراحات – أُنثى..
فباسْمِ الذين يريدونَ أن يكتُبُوا الشِعْرَ.. كُوني امرأهْ..
وباسمِ الذين يريدونَ أن يصنَعوا الحُبَّ .. كُوني امرأَهْ..
وباسْمِ الذين يريدونَ أن يعرفوا اللهَ .. كُوني امرأَهْ..

احبك جدا

أحبك جدا ..
وأعرف ان الكلام القديم انتهى ..
وان علي الذهاب
الى ما وراء الكلام ...
وأعرف ...
ان حمام الطفولة طار بعيدا
ولم يبقى عندي من القمح
ما يستثير فضول الحمام..
فلا انت مثل جميع النساء...
ولا انا .. ممن يقولون في الحب
اي كلام ...
******
أحبك جدا...
وأعرف اني وصلت
الى حائط اللغة المستحيلة ..
واشعر ان العبارة ضاقت عليك
وان الثقافة ذاقت عليك
وان البلاغة تلهث حول استدارة خصرك ...
والشعر .. والنثر .. والمفردات ..
******
أيا امرأة ..
تتحدى جميع نصوصي ...
وأحتاج-حتى اكون على مستواها
الا عشرات اللغات
******
أحبك جدا ...
وأعرف ان الانوثة برق...
وان القصيدة برق ...
وان النساء الجميلات... برق
وان البروق العظيمة...
لا تستعاد...
******
احبك جدا ...
واشعر في رغبة للخروج
على كل عاداتنا السابقة....
وتغيير اسمائنا السابقة...
فهل من سبيل
لتحديث هذا الغرام؟..
******
وهل من سبيل ؟
لتغيير جلدي ... وجلدك ؟
صوتي... وصوتك؟
عمري .... وعمرك؟
هل من سبيل؟
لتغيير لون الشراشف؟
لون المناشف؟
لون العواطف؟
ما بين حين وحين؟
وتغيير شكل كؤؤس النبيذ...
وشكل اواني الطعام؟؟؟

******
احبك جدا ...
واعرف ان طريقة عشقي...
صارت عتيقة ...
وان شرايين قلبي ...
صارت عتيقة...
وزرقة عيني صارت عتيقة
وان وصول بريدي اليك ...
وارسال ورد جميل لبيتك
صار طقوسا عتيقة!!!
******
احبك جدا...
واعرف انك اخر لحظة شعر ...
واخر قطرة حبر ...
واخر زنبقة فوق سور الحديقة
واشعر في لحظات الحنان المفاجىء
أنك امي...
ولو كان لي ان اميز
بين الصداقة والحب
لاخترت فيك الصديقة...
***********
وها انذا راقد في فراشي
فلا من ممرضة اسعفتني
ولا من دمشقية قبلتني
ولا من عراقية دللتني
ولا من رفيق
ولا من انيس
ولا من معين
******
احبك جدا
واعرف ان جواز المرور
الموقع منك
سيفتح باب السماء امامي
ويدخلني جنة المؤمنين
******
احبك جدا
واحلم ان تدهشيني بثوب جديد

رسالة من تحت الماء

إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..

أين أذهب ؟

لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كلَ يومٍ .. أحس أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك ُجزءاً
من حياتي .. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلا
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربتِ في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب
.. اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم انا .. كم انا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها .. تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك .. لا شعر يكتب
منذ احببتك الشموس استدارت
والسموات .. صرن انقي وارحب
منذ احببتك .. البحار جميعا
اصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري .. أكبر مني
فلماذا .. على ذراعيك أصلب ؟
خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكا ، يا صديقتي ، ليس يغلب
.. وتصرفت مثل طفل صغير
.. يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني .. إذا تماديت في الحلم
.. وألبستك الحرير المقصب
أتمني .. لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟
أخبريني من أنت ؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
.. والذي يتبع الخرافات يتعب

الأحد، 13 أبريل 2014

أحبكِ.. أحبكِ.. وهذا توقيعي


1
هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟.
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ . .
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟.
هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ
تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟
2
هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ
ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ . .
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ . .
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ . .
3
هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ. .
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..
والسلطانةُ ..
والشَعْبِيَّةُ ..
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ . .
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ . .
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ . .
وأُدْفَنُ فيه ..
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي . .
4
يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ
لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ . .
وكيف مَشَيْتُ إليكْ . .
يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ . .
لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ . .
كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ . .
يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ . .
دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ . .
رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ . .
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ . .
كم صار جميلاً شِعْري . .
حين تثقّفَ بين يديكْ ..
كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً . .
لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ . .
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ . .
هل عندكِ شكٌّ . .
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟
هل عندكِ شكٌّ . .
أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟
6
يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثَمَراً يملأ أغصاني
يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ ،
ويضربُ مثلَ البركانِ
يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ
ويركُضُ نحوي كحصانِ . .
قولي لي :
كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ ..
قُولي لي :
ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ . .
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ .. .
7
يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ ..
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني
يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ ..
وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربّي أعطاني . .

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائره صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...