Adsense

الثلاثاء، 25 مارس 2014

فتح


وبعدما قتلنا
وبعدما صلو علينا
وبعدما دفنا
وبعد أن تكلست عظامنا
وبعد أن تخشبت أقدامنا
وبعدما اهترانا
وبعد أن جعنا وان عطشنا
وبعدما
وبعدما
من يأسنا يأسنا
جاءت إلينا فتح
كوردة جميلة طالعة من جرح
كنبع ماء صافي يروي صحارى ملح
وفجأة ثرنا على أكفاننا وقمنا
وفجأة
كالسيد المسيح بعد موتنا نهضنا

مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
في حبة الحنطة
أو في حبة الزيتون
يأتون في الأشجار والرياح والغصون
يأتون في كلامنا
يأتون في أصواتنا
يأتون في دموع أمهاتنا
في أعين الغالين من أمواتنا
مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
من درب رام الله أو من جبل الزيتون
يأتون مثل المن والسلوى من السماء
ومن دمى الأطفال من أساور النساء
ويسكنون الليل والحجار والأشياء
من حزننا الجميل ينبتون
أشجار كبرياء
ومن شقوق الصخر يولدون
باقة أنبياء
ليس لهم هوية ليس لهم أسماء
لكنهم يأتون
لكنهم يأتون

يا فتح يا شاطئنا من بعد ما فقدنا
يا شمس نصف الليل لاحت بعدما ضجرنا
يا رعشة الربيع فينا بعدما يبسنا
حين قرانا عنكم كل الذي قرانا
خمسين قرنا بكم كبرنا
وارتفعت قاماتنا
وازدهرت حياتنا
من بعدما نشفنا
يا فتح يا حصاننا الجميلا
يحمل في غرته بيسان والجليلا
وغزة والقدس والطيور والحقولا
ويحمل البحار في نظرته ويحمل السهولا
يا ماءنا يا ثلجنا يا ظلنا الظليلا


يا فتح شاب الدمع في عيوننا
ولم يزل خنجر إسرائيل في ظهورنا
ولم نزل نبحث في الظلام عن قبورنا
ولم نزل كالأمس أغبياء
نردد الخرافة البلهاء
الصبر مفتاح الفرج
ولم نزل نظن أن الله في السماء
يعيدنا لدورنا
ولم نزل نظن أن النصر
وليمة تأتي لنا ونحن في سريرنا
ولم نزل نقعد من سنين
على رصيف الأمم المتحدة
نشحذ من لجانها الحليب والطحين
والذل والسردين والملابس المستعملة
ولم نزل نمضغ ساذجين
حكمتنا المفضلة
الصبر مفتاح الفرج
إن الرصاص وحده
لا الصبر مفتاح الفرج


يا ربنا نرفض أن نكون بعد اليوم طيبين
فالطيبون كلهم أنصاف ميتين
هم سرقوا بلادنا
ا هم قتلوا أولادنا
فاسمح لنا يا ربنا نكون قاتلين
يا ثأرنا
نرفض أن نكون كالخراف وادعين
يا طبلنا
يا زارنا
يا قاتلنا
نرفض أن نظل مسطولين دائخين
يا شعرنا كن غاضبا
يا نثرنا كن غاضبا
يا عقلنا كن غاضبا
فعصرنا الذي نعيش عصر غاضبين
يا حقدنا كن غاضبا
كي لا نصير كلنا قطيع لاجئين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق